"ملونات" هو آخر معارض قدّمها غاليري "زمان" في الحمراء ببيروت لإرثه الفني عام ٢٠٢٣، في دورة جديدة للمعرض الجمعي الذي يقيمه سنوياً ختاماً لأعمال العام، واستقبالاًللعام الجديد.
الدورة الأخيرة هي الثالثة والعشرون بين "الملوّنات" التي دأب الغاليري على إقامتها ابتداء من 1999، والبداية بملوّناتعراقية لثماني دورات، أعقبتها خمس عشرة دورة ب"ملونات لبنانية"، وآخرها المعرض الجاري راهناً.
تضم دورة "ملوّنات لبنانية" الحالية زهاء 119 لوحة، لما يزيد عن العشرة فنانين لبنانيين منهم: حسين حسين، منىعزالدين، إيليو شاغوري، ريما عاصي، أمين قعيق، شربل قادر، جورج ترياقو، زينب دندش، فادي شماس، وفادي كامل،وآخرين.
مؤسس الغاليري منذ العام 1995 إثر عودته من العمل في حقل الكومبيوتر، وشبكات الانترنت وتدريسها في جامعات باريس،ومبتدع فكرة "الملوّنات" الدكتور موسى قبيسي، يقول ل"ردبيس" إن "الملوّنات هي رحلة في عالم الفن، تجمعبين النظري والتطبيقي، حيث تضم دورة "الملونات" مختلف أصناف الفنون، وأشكاله، من التجريدي إلى الانطباعي،فالتعبيري، والكلاسيكي، وسواها، ويعرّف المعرض تجارب فنية مختلفة من الفن التشكيلي اللبناني".
بدأت "الملوّنات" في الغاليري كأمر واقع، أو حلٍّ لإشكالية واجهها الغاليري، عندما تجمّعت لديه مجموعة كبيرة من الاعماللفنانين عراقيين، يفيد قبيسي إننا "بحثنا عن مخرج لعدد من الفنانين العراقيين يناهزون الخمسة عشر فناناً، تجمعتأعمالهم لدينا، ولم يكن بوسعنا إقامة معرض إفرادي لكل منهم، فكانت فكرة "الملونات" على شكل معرض جامع، غيرمنضبط في موضوع واحد، أو مدرسة فنيّة معيّنة"، مضيفاً إنه "عندما طبّقنا الفكرة، وجدنا فيها ثراءً فنياً منقطع النظير، ومتعةلمتذوقي الفن بمشاربه المختلفة".
تكرّرت التجربة لثماني دورات مخصّصة لفنانين عراقيين، فتحت الباب أمام توسيع الفكرة لتشمل فناني بلدان مختلفة، منهاسوريا والكويت والأردن ومصر ولبنان، لكنّه مع تجمّع عدد كبير من الفنانين اللبنانيين، كبداهة، "صرنا نقيم معرض "ملوّنات"سنوياً لما مرّ في الغاليري من معارض خلال أسابيع وشهور العام".
أنجز الغاليري حتى اليوم خمسة عشر معرض "ملوّنات لبنانية"، "كان الأول منها دافعاً لتكرارها، رغم إنه لم يكن واسعاًبمشاركة عدد الفنانين، ومحدودية أعمالهم، فقد لقي المعرض الأول تجاوباً جيداً من متذوقي الفن، ومن الفنانين، والناقدينالفنيين”، بحسب قبيسي.
المعرض الثاني تمثل ب 23 فناناً، و59 عمل فني (لوحات)، وتطورت الأعمال عاماً بعد عام، فضمّ الثالث 21 فناناً مع 49 لوحة،وخُصِّصت الدورة الرابعة لأعمال الفنان "ريمبو" بمجموعة أعمال ورسومات عن لبنان وبيروت سنة 1950.
تكرّرت المعارض بتزايد مطّرد لعدد الفنانين واللوحات، فبلغت 37 فناناً في الدورة الثانية عشرة، مع 63 لوحة، وتميّزت الدورةالحادية عشرة بنوعية الفنانين، والأعمال وتركّزت على عدد من أركان ومؤسسي الفن الانطباعي اللبناني، والفن الحديث،كداود القرم، ومصطفى فروخ، وبول غيراغوسيان، وجميل ملاعب، وحسين ماضي، وعمران قيسي، وماري حداد، وعارفالريّس، وقيصر الجميل، ورشيد وهبي، وسمير أبير راشد، وسواهم.
يعلّق قبيسي على بعض من انعكاسات المعارض على مناخات الفن اللبناني، فبنظره "يتم الإطلاع على أعمال نفذهافنانون قدماء، مقارنة مع أعمال فنانين جدد، بمختلف التقنيات والأحجام، فيتبين أن العمل الجيد يفرض نفسه، كما أن معرض"ملوّنات" يوفّر فرصة لمحبي الفن التشكيلي لاقتناء أعمال فنية جميلة بأسعار محمولة".
ويؤثر قبيسي أن يعتبر أن معرض "ملوّنات" الذي ينطلق عادة على أبواب أعياد نهاية العام -الميلاد ورأس السنة- أن يكونعيدية لمحبي الفن، ونحرص أن تكون الأعمال شاهدةً على جمالية الفن اللبناني، وجدارة الفنان في إبداع التشكيل الفني،في مروحة واسعة من الأعمال لفنانين من مختلف التجارب، والأعمار، والمشارب”.
في جولة على المعرض الحالي، تتوزع أعمال الفنانين في مختلف ممرات الغاليري، وصالاته، وردهاته، ويمكن للزائر أن يعبرما يشبه غابة من الفنون، بتنوّع الأشكال، والألوان، والأساليب، تحمل بصمات مؤثرة في عالم الفن اللبناني، تغني تجاربه،تنضبط أحياناً في ما كان سائداً، وتخرج احياناً أخرى عن المألوف، فيتيح "ملونات" فضاءات خيارات وتجارب واسعة، يجد فيهالفنانون، المخضرمون والجدد، حريتهم المطلقة في التعبير عن الذات، وإبداع صيغٍ فنية لا تنتهي بحدود.
قبيسي يقول إن هذه التجارب تقدم بانوراما متنوعة في الأبحاث، خصوصاً التي خاضها الفنانون الشباب، والتي خرجت علىكل المفاهيم المتعارف عليها، فهناك أجيال ما زالت تبحث لتجد مكانها تحت الشمس"، ويختم بقوله: "ملوّنات لبنانية حصادفني متنوّع يثبت أن لا حدود في الفن".
272 مشاهدة
04 مارس, 2024
238 مشاهدة
04 مارس, 2024