RedPeace

رؤىً حنينية في معرض غادة جمال في بيروت

أقامت الفنانة اللبنانية غادة جمال معرضاً إفرادياً جديداً لها تحت عنوان "من القلب إلى الوطن" وفيه موضوعات في أقسام ثلاثة: "النشوة، المنظورات المشتركة، القلق"، في ضيافة غاليري 56th في الجميزة ببيروت.

 

يجمع المعرض أحاسيس الحنين، والانشداد للوطن، وللعاصمة بيروت المحببة على قلوب أبنائها، ومحاولات إيجاد مساحات حوارية، ورؤىً تقرب وجهات النظر، بحثاً عن الأفضل لوطن ممزق، وتتعاطف مع غزة في أعمال خاصة.

 

تبحث الجمل عن وطنها "البعيد المنال"، كما تصفه، وكما يشعر به غالبية اللبنانيين بعد أن عصفت فيه الرياح الاقليمية منذ نشأته، وكانت المشكلة موجودة في "الوطن، ومدينة بيروت، لجمالهما، وشوارع (المدينة) التي تكشف باستمرار عن قصص، وذكريات عمرها آلاف السنين"، وهي تشكل الأساس لهذه الرحلة بحسب تعبير الفنانة.

 

تفيد الجمل إنها شاءت أن يكون المعرض "من ثلاث سلاسل من اللوحات التي تم إنشاؤها بين عامي 2023 و2024 حيث "يتشابك الماضي والحاضر في وفرة من الجمال السخي”.

 

وتقول: "رؤيتي للبنان هي وطن بعيد المنال، مع شهية عاطفية للحياة، على الرغم من آلامه وقلقه”.

 

المعرض

 

تشترك سلسلة "من القلب إلى الوطن" في أساس ثابت. يتم إدخال اللون إلى القماش بحرية وسلاسة، مما يسمح بظهور حقيقة غامضة. تبدأ كل سلسلة بأصول متواضعة، وتدعو المشاهدين معًا إلى متابعة الجمال، حيث تبدأ العملية، وتنتهي، ثم تبدأ مرة أخرى.

 

تنبع السلسلة الأولى "النشوة" من ألوان عميقة ودافئة. تجسّد هذه الألوان العفوية، والفرح، التي "تعزز الثقة في حركة عواطفنا، حيث تتلاشى الحدود مع استقرار النشوة”، كما تقول.

 

تتوسع السلسلة الثانية "وجهات نظر مشتركة" في إمكانيات البيئة المبنية. إنها تعكس مزاجات موضوعية مستوحاة من أماكن مألوفة، وتتوج بالسلسلة الأخيرة "القلق" حيث يرتبط كل من الفن التجريدي والفنان بالقيود - القيود التي يجب أن نعيشها، ونتعلم منها قبل أن نتمكن من تركها وراءنا.

 

وتبقى لغزة مكانة خاصة في تجريديات جمال حيث تعبر الأعمال، بالإشارة والهمس على هول المشهد الصاخب الذي لن يُمكن إخفاء فظاعته مهما اختلفت التبريرات وتنوّعت.

 

وفي جولة على أعمال المعرض، يجد الزائر نفسه في عالم من التجريد، بألوان زاهية، مما يعيد طرح السؤال عن سبب انتشار التجريد في معظم الاعمال الفنية التشكيلية التي تُقدّم للجمهور، في ظل تساؤل عن افتقاد الفنانين لما يمكن أن يقولوه أزاء عالم مدهش بغرابته، ووممارسته اللاإنسانية، وانفلات مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" على غاربها؟

 

تجد الإجابة على هذا التساؤل صداها في أعمال الفنانة جمال حيث تحمل سلسلات أعمالها معانياً مختلفة لكنها في اللون، والشكل، والقدرة الفنية، ومتانة السبك تكاد تقول الامر عينه، رغم غياب المعنى، والإرادة على قول أمر ما محدّد.

 

في حنايا اللوحات، يتخفى المعنى، ويكاد اللون الصاخب أن يكشف هويته التآمرية بإخفاء الغاية من خلف الخطوط، وضربات الريشة الجريئة المعبّرة عن قوة، وقدرة فنية عالية، وتجربة فذة تدفع بالخيال ليتآلف مع حدود اللون، وخطوط الحدود.

 

تعبّر الفنانة عن مكنوناتها بالقول إنها "كفنانة، أشعر بالتواضع بسبب القيود العميقة التي تتعايش مع حدود لا حدود لها. أنا ممتنة لأنني في وقت مبكر من حياتي كنت مفتونة بجمال وطني، ولم أكن منفصلة عن مآسيه، وأفراح أولئك الذين يتشاركون نفس المساحة”.

 

وتختم: "يمثل العرض مجموع ثلاث رحلات تتداخل مع حياتنا وعواطفنا، قبل أن يتركنا اللون."

 

الفنانة

 

مواليد بيروت 1955. بدأت الرسم في أوائل الثمانينات، وواصلت دراستها في كلية بيروت الجامعية، والجامعة اللبنانية الأمريكية (LAU) لاحقًا، هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة الدراسات العليا.

 

في عام 1990، حصلت على درجة الماجستير في الفنون الجميلة في الرسم والتصوير من جامعة ولاية كاليفورنيا لونغ بيتش (CSULB) وعاشت في كاليفورنيا حتى عودتها إلى لبنان في عام 2002، للتواصل مع موضوع العديد من أعمالها الفنية.

 

على مر السنين، عرضت غادة أعمالها في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، قدمت خلالها أربعة عشر عرضًا فرديًا في بيروت، وعلى الصعيد الدولي.

 

كما شاركت في العديد من المعارض الجامعة مثل "الفن المعاصر" في قبة سيتي سنتر، و"الطريق إلى السلام" في مركز بيروت للفنون.

 

أعمالها موجودة في العديد من المجموعات الدائمة، بما في ذلك المتحف الوطني للمرأة في الفنون في واشنطن العاصمة، ومتحف الفن الحديث في قطر، والمعرض الوطني للفنون الجميلة، في الأردن.

 

درّست غادة جمال الرسم والتصوير في الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) وجامعة نوتردام (NDU)-

"اللويزة" لمدة تزيد عن 17 عامًا، وهي تعيش وتعمل حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

 

 

 

الكلمات الدالة

معرض الصور