رعى وزير الثقافة محمد وسام مرتضى إقامة معرضين حرفيين استضافتهما صالات "الرابطة الثقافية" بطرابلس من ضمناحتفالية "طرابلس عاصمة للثقافة العربية"، الأول بعنوان "حرفيو الشمال"، والثاني بعنوان "قمر المدينة".

حرفيو الشمال

أشرفت على إقامة معرض "حرفيو الشمال" في الطبقة الأولى من الرابطة، الدكتورة لينا نجا، وضم مجموعة من الأعمالالفنية والحرفية والتراثية، المطعمة بنكهة حرف ومهن أوروبية، رفدت نجا بها أعمال المشاركين عبر التواصل معهم بصورةدائمة.

بداية المعرض مع صناعة السجاد اليدوي الذي شهدت بلدة عيدمون العكارية أولى وأبرز مشاغله، وتمثلت فيه الحرفية عبيرسكرية، وقدمت عروضاً ميدانية للحياكة عبر نول صغير أحضرته معها إلى المعرض.

وشاركت المعلمة المتقاعدة زينة مخلوف بباقة من أعمال التطريز اليدوي الذي أحبته، وتناقلته عن الأهل، لكنها احترفته بعدتقاعدها، وتصنع منه لوحات خطوطية، وآيات قرأنية، وجمل جميلة معروفة.

قدم فادي الحاج حسن مجموعة من الخشبيات التي تستخدم في المنازل، والأمكنة العامة لأغراض مختلفة، وعرض جمالطرطوسي مجموعة من نحاسيات مبتكرة، وخشبيات متنوعة، بينما عرضت دعاء الحسن أعمال بورسلان وزجاج ملون،ومزركش.

هناء الحسن ضمّنت جناحها خياطة أرتيزانا لعبايات، وألبسة، وبلوزات جميلة، ولفت باسم عبد الفتاح بعروضه من العصيالمُعقّدة من قضبان السنديان، بأشكال وأحجام مختلفة، مع أوعية لحفظ المياه مصنوعة من القرع المجفف.

آخر الأجنحة مع السيد عثمان بمجموعة واسعة من الفخاريات التي اشتهرت المدينة بها على يد آل "عرَيرو" في الميناء،وتراجع اهتمامهم بالحرفة التراثية مع رحيل العديد من معلميهم العاملين فيها.

قمر المدينة

في الطبقة الثانية من الرابطة الثقافية، أقيم معرض "قمر المدينة"، وبدايته مع صبيتين فتحتا جناحاً خاصاً بأعمالهما الفنيةالمتنوعة، تحت عنوان دامج لاسميهما "ريتانا" (ريتا وآنّا). تركز جناح ريتانا على رسوم وأشغال للأطفال، وبعض الاوعيةالمستخدمة للتجميل، وتشكيلة متنوعة من حاجيات مطلوبة للاستخدام اليومي.

في جناح "وتعاونوا" التابع لجمعية التعاون الاجتماعي الخيرية، قدّمت الجمعية عدة خدمات تلبي حاجة الناس بصورة ملحة،وإرشادات صحية، خصوصاً ما يتعلق بأضرار الكومبيوتر، وأعمالاً من دورات أقامتها لذوي الحاجات الخاصة، ولربات البيوت ومنهاأعمال شك وجواهر مقلدة وحرفيات متنوعة.

ثم عرض جناح قُدِّمت فيه المربيات، والأطعمة الريفية التي لا تعرفها المدن، ومنظفات تعتمد على وسائل طبيعية وتستندعلى زيوت زيتون، وزيوت محلية وكندية وأفريقية.

وحضرت أجنحة التراث الفلسطيني بعدة أجنحة تضمنت تراث الثياب الفلسطينية، والكفافي، وخارطة فلسطين، والمفتاح،ومشاهد من غزة.

قدمت Luxiria مجموعة من المصنّعات اليدوية والشموع حيث "البركة في كل شعلة"، وهي مهيأة لتحفيز المزاج الطبيعي.وساهمت السيدة فايزة بشموعها المميزة تحت شعار "دع شموع الأمل تضيء الظلام"، إضافة إلى مفاتيح المدينة كشعارفلسطيني.

مختلف الأجنحة تضمنت أيضاً أعمال حياكة صوف على اليد، وشك خرز، وخشبيات متنوعة، وزجاج وشموع وعطورات ومونة.

مشروع "زيتونة" قدم مشاريع متنوعة لزراعة الزيتون، ووفق تعريف مرفق، فالمؤسسة تعنى بشراء عقارات نائية، وزراعتهابالزيتون لدعم المجالات التعليمية والطبية. وتهدف إلى تعميم زراعة الزيتون خصوصاً بعد تعرض الزيتون لآفات صعبة، وحرائق،مما أدى إلى تراجع الشجرة على نطاق واسع وطنياً.

يسعى مشروع زيتونة إلى المساعدة في تلبية حاجات المحتاجين بتأمين النصوب وزرعها وفق الطرق الحديثة التي تعيدالأرضي مغروسة كالسابق.

وتحدّث رئيس الرابطة، مستضيفة المعرضين، رامز فري عن الهدف من حرص رابطته على إقامة حرف التموين، وسواها،وقال إن "الهدف من تشجيع هذا الصنف من المعارض هو تشجيع الحرفيين وأصحاب الانتاج والصناعة المحلية علىالاستمرار، والتطور، وتعريف الناس بهذه الحرف التي انقرض بعضها، وأعيد إحياؤها على يد أشخاص مهتمين، ونهدف إلىتوسيع المعرفة بها، وبذلك يتأمن سوق لها، ويمكن عبرها تصريف الانتاج والصناعات، وتشجيع الصناعيين والمهرة والعائلاتالمتواضعة على مواجهة اوضاعها الاجتماعية الصعبة في ظل الظروف التي نمر بها”.

الدكتورة لينا نجا، طبيبة أسنان سابقة، بدأت الاهتمام بالحرف منذ خمسة عشر سنة، ومثلت لبنان سنة 2015 في معارضخارجية، و"نشأت عندنا فكرة تأسيس نقابة للحرفيين"، كما قالت.

وأوضحت إن هذا المعرض الثاني الذي نقيمه بعد الكورونا، وهو يُعَرِّف الحرف الجميلة في الشمال، ويهدف لتطوير العملالتنموي انطلاقاً من الشمال نحو كل لبنان، لإظهار جمال هذه الأعمال، ومساعدة الاقتصاد، والانسان على حياة كريمة فيظل هذه الظروف الصعبة التي نواجه.

اهتمت نجا بالحرف والفنون كما تقول، وزارت ألمانيا وتعرفت فيها على المزيد من التقنيات، مما عزّز توجهات عملها علىالمستوى التقني، ونقلته إلى المناطق الشعبية لتعريف الناس به وتوسيع خياراتهم الحرفية واليدوية.