متحديةً الصعاب، ومطلقةً شعار "أوقفوا الحرب"، تعاود إدارة "مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية" إطلاق فعاليات الدورة العاشرة لمهرجانها في الخامس والعشرين من الجاري، وستقتصر فعاليات المهرجان على مدرج ليلى تركي في المكتبة الشرقية التابعة لجامعة القديس يوسف-اليسوعية في بيروت، بمشاركةٍ من معهد الدراسات المسرحية والسمعية المرئية في الجامعة.
“أوقفوا الحرب"، كلمتان فقط من أجلهما نطلق المهرجان، لأن اللبنانيين مجمعون على طلب واحد هو إيقاف الحرب لأن أحداً لم يعد يحتمل كل هذه الحروب على أرض لبنان"، كما قالت مؤسسة المهرجان أليس مغبغب ل"ردبيس"، مضيفة إن "المهرجان ستنطلق فعالياته ولو كانت صالات السينما التي ستستضيف الأفلام فارغة من الجمهور؛ همّنا الصرخة "أوقفوا الحرب". هذا ما نستطيع المساهمة به من اجل بلدنا".
وفي نشرة صادرة عن المهرجان، تقديم فيه: "خمسون عامًا من الصراعات الدموية التي تتخللها حقباتٌ من الهُدن المتأرجحة على وقع النكران الوطني؛ خمسون عامًا تُكلّلها اليوم أزماتٌ سياسيةٌ جمّةٌ تُلقي بثِقْلها دمًا مسفوكًا ودمارًا مهولاً.. وفي حينٍ أطلقت آلة الحرب العنان لنفسها، وجد الشعب اللبناني نفسه بلا حولٍ ولا قوّةٍ وحيدًا إلا من إصراره على المواجهة".
تضيف النشرة: "في خضم هذه الكارثة التي تتكشّف عن عنفٍ لم نشهد له مثيلاً، يعود مهرجان بيروت للأفلام الفنيةBAFF- اليوم، وهو الذي تحوّل على مرّ السنوات إلى قطبٍ ثقافيٍ يؤمن بالتضامن والاستمرارية، على الرغم أنه سبق تأجيل إطلاق هذه النسخة العاشرة، ليعرض على الشاشة الكبيرة ما يتمتّع به فنانو العالم من إرادةٍ صلبةٍ لا تَهِنُ وما لدى المثقفين اللبنانيين من إصرارٍ على الحفاظ على تراثهم".
فعاليات
يتضمن المهرجان 25 فيلماً، ومعرضاً للصور الفوتوغرافية لصالات السينما الطرابلسية العديدة للمخرج اللبناني هادي زكاك الذي وضع بحثاً عن تاريخ السينما الطرابلسية، وأصدره في كتاب بعنوان: "العرض الأخير"،سيرة صعود "سيلَمَا" طرابلس، ومحاضرات مترافقة مع عرض فيلمي "جمال العراق غير المرئي" (Iraq's Invisible Beauty) لسامي عمر خليفة وشريك آخر ( Jurgen Buedts)،
يطرح الفيلم تساؤل: ماقيمةالصورةأمامالدمار؟يُعرَفلطيفالعاني(1932– 2021) باسم"أبوفنالتصويرفيالعراق"،وهوالمصوّرالذيانكبّعلىتخليدمشاهدبلادهبعدسته،علىالرغممنتعاقبالأنظمةالحاكمةوالحروب.
ومحاضرة لفينسنت كارتويفيلز (مباشر من بروكسل)، ومحاضرة تليها جلسة أسئلة وأجوبة مع فينسنت كارتويفيلس، مؤرخ الفن، وأستاذ ومحاضر بلجيكي.
في افتتاح المهرجان، يتمّ افتتاح المعرض الفوتوغرافي، ويستمر حتى نهاية المهرجان في السادس من كانون الأول\ديسمبر المقبل، ثم عرض فيلم "أسرار مملكة جبيل" (Byblos Revealed) للمخرج اللبناني فيليب عرقتنجي، إنتاج فرنسي، من تسعين دقيقة، وسيتم تقديم الفيلم من قبل المخرج.
يتناول الفيلم الحفريات الجديدة في مدينة جبيل التاريخية والقديمة في رحلة عبر الزمن، مستعينًا بلقطاتٍ لم يسبق عرضها، ومصحوبًا بآراء جيلٍ من علماء الآثار الشباب.
وفيلم "سيلما" للمخرج هادي زكاك، مع تقديم منه للفيلم، وهو من إنتاج لبناني-قطري من 89 دقيقة.
و"سيلما" هي التسمية التي عُرفت في الأوساط الشعبيّة الطرابلسيّة، واحتلّت مكانةً مهمّة في حياة عاصمة الشمال في لبنان، امتدّت من الثلاثينيّات إلى نهاية القرن العشرين.
أهمية "سيلما" أن عدد صالات السينما تخطّى الثلاثين، وانتشرت في جميع أنحاء المدينة، ودخلت الأسماء في نسيج المدينة: أمبير، روكسي، دنيا، أوبرا، الحمراء، ريفولي، بالاس، متروبول، الكابيتول، الكولورادو وسواها.
ختام المهرجان سيشهد عرض فيلم "وعاد مارون إلى بيروت" للمخرجة فيروز سرحال، وهو من إنتاج لبناني-قطري من 150 دقيقة.
من الأفلام ايضاً، "المكتبة الشرقية إن حَكَت" للمخرج اللبناني بهيج حجيج، من 41 دقيقة، ومن خلال حوالي عشرين مداخلة لخبراء من الأوساط التراثية والأكاديمية والثقافية.
وفيلم"داااااالي!” هو عمل درامي سريالي يغوص في العالم المجنون الذي عاش فيه الفنان الاسباني سلفادور دالي (1940 – 1989). بعيدًا عن السرد التقليدي للسيرة الذاتية، يتمحور الفيلم حول صحفيٍ يتملّكه هوس البحث عن جوهر هذا الرسام الأسطوري.
فيلم "أخضر على رمادي" كيف نُدخل العمارة في تناغمٍ تامٍ مع الطبيعة ومحيطها؟ هذا هو المبدأ الذي ينطلق منه المهندس الأرجنتيني إيميليو أمباز لتوجيه أعماله، وهو المولود في العام 1943 في ريزيستينسيا. ذاع صيت أمباز في العالم بفصل تصاميمه التي تعيد تصوّر الرموز الهندسية حتى تتواءم مع الطبيعة.
فيلم عن مسرحية "ماكبث لشكسبير"، يقدّم المخرج رؤية معاصرة عن رائعة شكسبير، يعرض فيها الطموح المدمّر لزوجين عالقين في دوامةٍ من القتل والخيانة والسلطة.
فيلم"جاكوب جوزيف أورلينسكي- الموسيقى لبرهةٍ"، للمخرج الفرنسي مارتن ميرابل، هو رحلةٌ في المسيرة المهنية الانتقائية العالمية للمغني البولندي الكاونترتينور جاكوب جوزيف أورلينسكي.
فيلم"العاشق" هو أول فيلم روائي طويل للمخرجة الإيطالية ماريا ماوتي، تتعمق فيه في حياة المعماري الإيطالي بييرو بورتالوبي مستعينةً بلقطاتٍ صوّرها بكاميرا قطر 16 ملم، وبقيت لأعوامٍ طي النسيان.
فيلم"جلد من زجاج" للمخرجة البرازيلية دينيس زمخول، تعرض قصة والدها روجيه زمخول، المهندس المعماري اللبناني الأصل الذي صمّم أطول برج زجاجي في ساو باولو، المدينة التي احتضنته وعاشت في قلبه. يتتبعالفيلم سعي دينيس الحميم لإعادة التواصل مع هذا الوالد الذي اختفى خلال فترة مراهقتها، إلى جانب مجهودها الجماعي للحفاظ على تراثه المعماري المُهدد بسبب تزايد مستويات اللامساواة التي تشرّخ المدينة.
195 مشاهدة
09 فبراير, 2025
191 مشاهدة
09 فبراير, 2025
384 مشاهدة
24 نوفمبر, 2024